أهكذا تنتهي خرافة الشباب؟!
شيخوخة تخلع ُ أحذية الروح
وتلقيها عبثا ً وراء الباب
وغدٌ مسكون بغربان العذاب
تنعق سوء طالعها حقدا ً وغضب:
"يا بلور نجمتي فوق قطن السحاب
كيف سارت لغير ما أرتئي
سفن الحلم ِ لترسو بضفاف الغياب؟!"
أهكذا تنتهي خرافة الشباب؟!
كوحوش ٍ تسكب أنهار اللعاب
نطارد فراشة ً من ذهب
تسوقنا للتيه ِ فرائسَ للعدم
وتتركنا كمسرحية حبٍّ لم تختم
أسرى لدود قزِّ السراب!
لماذا أيها الكأس الفارغ من خمر العمر
أسأل الأضابير القديمة الشجر
المتدثرة بالغبرة في شتاء القر
وأسأل ضبَّ الضمير
في جحور قلب ٍ رخيم الوتر
وأسأل آثام كفٍّ سار
في خطيئة الوجود حتى اندحر
وأسأل القمر المنير بأقراط الماس...
فلا ألقى حكمة ً توقد فانوس الإحساس...
أو ترمي بشرر يشعل قش الوسواس...
قلبٌ عن الهدى ضرير،
ولا ترياق من جواب
يسعف الرحال المنهك
بحثا ً عن نجوم الإياب؟!
أهكذا تنتهي خرافة الشباب؟!
كوخ ٌ مظلم ٌ تنازعني عليه العناكب
وتحوِّم فوق سقفه ِ العقبان
مجرد قيثار ينشد الموت والفناء
- كالحشرجة أغوارُ أخشابه المكسورة! -
ليلفظ زرنيخ أحقاده الأخيرة
على سرير حقير متسخ بالأوباء
لن تغسله ُ بالمراثي الحزينة... دموع الأحباب!
أهكذا تنتهي خرافة الشباب؟!
غزالة ٌ كنعانية العيون
تذبح ُ بالجفاء ِ شاعرها المحزون
تحزم حقائبها العابقة بالبيلسان
وبالأزاهير ولوزيِّ الثياب
راحلة ً عن خيمة القلب بلا أسباب
مهشمة ً بزجاج الهجر ِ
كل َّ ما كان أو سيكون
لتنبذه وحيدا ً في عراء اليباب
مسافرة ً كالسندباد لما وراء البحار
على متن تنين حديدي ينفث النار
لتحط كما الأساطير... بلا أمل ٍ في الإياب
على جزيرة غريبة ومظلمة
- كأجفان التاريخ -
تحوطها الأبخرة ورمادي الضباب!
- تمت -