"أبتاه النائم بين أحضان الضريح...
...أبتاه المتوسد لأخشاب اللحد،
يا نجمة السعد،
من أعماق هيكلي الجريح
أتمنى لك عيد فطر سعيد..."
الآن أمام قبرك في صباح العيد
أقرأ فاتحة الكتاب
أصافح أشباح الماضي
وأتلو عليها آيات العتاب
وأغزل وردة سوداء من قرطاس القصيد
وأغرسها على ثراكَ
- وما بين الأعواد الجافة للرياحين -
لعلها تقرئك السلام
وتشكو إليك َ عذابات الحنين
سأسكب دلوا ً من لؤلؤ الدمع
وأمشي بعيدا ً عن مرقدك الأخير...
أجتر خطى البؤس وحيدا ً بقلب ٍ فقيد!
لتحلَّ عليك رحمة الله
أيها الراحلُ عن ضجيج العالمين
كلُّ الأعياد تنادي باسمك يا حبق العيد
تبكي أطيافك َ مثل جرح ٍ ثخين؛
كنوح ِ قيثارة لا يهدأ ولا يستكين
في القرارة مني وفي براكين الصميم،
فعلام تمتهن الغياب خلف حجاب السديم
أوَّما هنالك من رجعة ٍ
تجمع الأحياء بأشباح الرميم؟!
أيها الغائب عن نايات أحلامك
شيد لنا سلالم الموسيقى
من مياه نهر حنانك الرحيم
لعلنا نعرج بعد ضنك ٍ
لسماء ٍ من السلام الرخيم
كم تكسرت أخشابنا
دون عزف ألحانك الحكيمة
وكم أضعنا سبل الرشاد
في معارك الأهواء الذميمة
نخطو بلا نصح ٍ ولا شورى
مقامرين بالطريق القويم!
أيها الضوء المطفأ
كل فوانيس الحيِّ القديمة
تندلق ُ أباريق نور ٍ شاحب المراثي
عليلة ٌ بأشواق ٍ تستغيث للقيا لياليك
كل الطرقات المطبوعة بخطاك الكريمة
تنوء من لوعة غيابك في التراب
مما اتخذت من مرقد ٍ في عالم الموتى
بعيدا ً عن ظلال الأحباب!
أيها البعيد...
بلا أجنحة ترسم برفرفتها إيابك
ولا ضحكة تزين بمجيئك هذا العيد
أيها النائي ككوكب بعيد... كزنبقة تطفو فوق جثمان الضمير
تعوم على صفحة بحيرات ناعسة الخرير
من رعاف الأمسيات القانية
يترقرق بدموع الأسى الدامية... قلبي الحزين
كلما أضاءت نجمة تشبه ُ ذكريات السنين
وأوقدت رماد يوم من الماضي البعيد
حين أشرقت غابة ٌ من المسامير
في كعب قدمي – أنا الطفل الصغير -
وسقطت بأحضانك مثلما يسقط جندي جريح
وحملتني يا أبتاه ُ للمشفى
على بساط ٍ من الريح
الآن من بعدك يا أبي
تتربص الأشباح بي
خلف أغصان الحفيف
الآن من بعدك يا أبي
لا شيء يوقف مني النزيف
تنساب أنهار دمي عبثا ً في مصبات الحياة
وأضيع في متاهة نفسي بلا بوصلة للنجاة
وأمضي كدمية الأراجوز على مسرح الذكريات
وليمة ً مسمومة تنهشها أنياب الخريف!
- تمت في الأول من شوال، 1431 هـ -
...أبتاه المتوسد لأخشاب اللحد،
يا نجمة السعد،
من أعماق هيكلي الجريح
أتمنى لك عيد فطر سعيد..."
الآن أمام قبرك في صباح العيد
أقرأ فاتحة الكتاب
أصافح أشباح الماضي
وأتلو عليها آيات العتاب
وأغزل وردة سوداء من قرطاس القصيد
وأغرسها على ثراكَ
- وما بين الأعواد الجافة للرياحين -
لعلها تقرئك السلام
وتشكو إليك َ عذابات الحنين
سأسكب دلوا ً من لؤلؤ الدمع
وأمشي بعيدا ً عن مرقدك الأخير...
أجتر خطى البؤس وحيدا ً بقلب ٍ فقيد!
لتحلَّ عليك رحمة الله
أيها الراحلُ عن ضجيج العالمين
كلُّ الأعياد تنادي باسمك يا حبق العيد
تبكي أطيافك َ مثل جرح ٍ ثخين؛
كنوح ِ قيثارة لا يهدأ ولا يستكين
في القرارة مني وفي براكين الصميم،
فعلام تمتهن الغياب خلف حجاب السديم
أوَّما هنالك من رجعة ٍ
تجمع الأحياء بأشباح الرميم؟!
أيها الغائب عن نايات أحلامك
شيد لنا سلالم الموسيقى
من مياه نهر حنانك الرحيم
لعلنا نعرج بعد ضنك ٍ
لسماء ٍ من السلام الرخيم
كم تكسرت أخشابنا
دون عزف ألحانك الحكيمة
وكم أضعنا سبل الرشاد
في معارك الأهواء الذميمة
نخطو بلا نصح ٍ ولا شورى
مقامرين بالطريق القويم!
أيها الضوء المطفأ
كل فوانيس الحيِّ القديمة
تندلق ُ أباريق نور ٍ شاحب المراثي
عليلة ٌ بأشواق ٍ تستغيث للقيا لياليك
كل الطرقات المطبوعة بخطاك الكريمة
تنوء من لوعة غيابك في التراب
مما اتخذت من مرقد ٍ في عالم الموتى
بعيدا ً عن ظلال الأحباب!
أيها البعيد...
بلا أجنحة ترسم برفرفتها إيابك
ولا ضحكة تزين بمجيئك هذا العيد
أيها النائي ككوكب بعيد... كزنبقة تطفو فوق جثمان الضمير
تعوم على صفحة بحيرات ناعسة الخرير
من رعاف الأمسيات القانية
يترقرق بدموع الأسى الدامية... قلبي الحزين
كلما أضاءت نجمة تشبه ُ ذكريات السنين
وأوقدت رماد يوم من الماضي البعيد
حين أشرقت غابة ٌ من المسامير
في كعب قدمي – أنا الطفل الصغير -
وسقطت بأحضانك مثلما يسقط جندي جريح
وحملتني يا أبتاه ُ للمشفى
على بساط ٍ من الريح
الآن من بعدك يا أبي
تتربص الأشباح بي
خلف أغصان الحفيف
الآن من بعدك يا أبي
لا شيء يوقف مني النزيف
تنساب أنهار دمي عبثا ً في مصبات الحياة
وأضيع في متاهة نفسي بلا بوصلة للنجاة
وأمضي كدمية الأراجوز على مسرح الذكريات
وليمة ً مسمومة تنهشها أنياب الخريف!
- تمت في الأول من شوال، 1431 هـ -
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق